هل تشتعل الجبهات العربية ومتى
د.نسيب حطيط
تتعرض المنطقة لصراع بين المحور الأميركي-الإسرائيلي الهادف لتذويب القضية الفلسطينية وتفتيت المنطقة، ومحور المقاومة لتحرير الأراضي المحتلة وحفظ حقوق الأمة وشعوبها ،واولى نتائج الصراع، تحرير جنوب لبنان عام2000 ولأول مرة بدون مفاوضات أو شروط إسرائيلية ،
واعادت إسرائيل وبقرار أميركي المحاولة عام2006 فانهزمت من جديد وحاولت التعويض و استعادة هيبتها في حرب غزة 2008ففشلت أيضا فاتجهت الإستراتيجية الأميركية إلى منهجية الحرب البديلة المرتكزة على تفجير الساحات الداخلية للأنظمة من جهة ،أو إشعال الصراع الطائفي والقومي بالإضافة إلى إختراع عدو وهمي بديلا عن إسرائيل متمثلا بإيران، وبعد تفجير الثورات العربية سارعت أميركا وحلفائها إلى إستغلال هذه الثورات وحصارها ووضع اليد عليها حتى الإعلان عن تعيين رؤساء عليها كما قال الرئيس اوباما ( أريد وائل غنيم رئيسا لجمهورية مصر) وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية وتعويضا عن الخسائر خاصة في تونس ومصر والبحرين، عادت أميركا وحلفائها العرب إلى تفجير الساحة السورية مستغلة بعض المطالب والحقوق المشروعة للشعب السوري المنادي بالإصلاح ،فأوعزت إلى خلاياها التخريبية المسلحة لإجهاض حركة الإصلاح وتفجير الصراع الطائفي في سوريا، وصولا لإسقاط النظام وتفتيت سوريا وتوجيه ضربة قاسمة لمحور الممانعة والمقاومة عبر الضربة السورية والتي يسهل من بعدها القضاء على المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وتفتح الأبواب للضربة العسكرية ضد إيران، لتسريع ولادة الشرق الأوسط الجديد الذي نادت به كونداليزا رايس في حرب تموز2006والذي أجهض بعد إنتصار المقاومة وصمودها.
وقد كشف عبد الحليم خدام عبر القناة الإسرائيلية مخطط المؤامرة الخارجية على سوريا والدعم الأميركي وحتى التركي لإسقاط النظام السوري، وإعطاء السلطة للأخوان المسلمين مقابل التعهد بالسلام مع اسرائيل، وقد نجحت سوريا بالإمساك بزمام المبادرة وشارفت على تجاوزها، وتم القيام بالفعل الصائب والإستراتيجي لتوجيه البوصلة باتجاه العدو الحقيقي إسرائيل وحشد القوى باتجاه تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة على المستويين الشعبي والرسمي في محاولة لتعميم فكرة الجيش والشعب والمقاومة على طول الجبهة مع العدو الإسرائيلي من الناقورة في لبنان إلى رفح المصرية بعدما نجحت أميركا في تقسيم هذه الجبهات أما عبر إتفاقيات السلام أو الهدنة أو توازن الرعب وفصل المسارات العربية عن بعضها البعض لتفتيت القوى العربية الجامعة.
لقد استعادت قوى الممانعة المبادرة في ذكرى إغتصاب فلسطين المعروف بالنكبة الفلسطينية، وبادرت إلى الرد الصاعق والإستراتيجي بإعادة البوصلة إلى الإتجاه الصحيح لإنقاذ الأمة من المؤامرات المرسومة، ولنقل الصراع والقتال من الساحات العربية والإسلامية الداخلية إلى الساحة الأساسية مع العدو الإسرائيلي وقد نجح محور الممانعة بتحقيق النتائج التالية:
- إنقاذ القضية الفلسطينية من الصراعات العربية الداخلية .
- إعادة توحيد الجبهات العربية في كل دول الطوق.
- إستدراج الكيان الإسرائيلي إلى حلبة القلق والإرباك على الحدود وفي الداخل لعدم بقائه متفرجا دون خسائر.
- تعميم فكرة الجيش والشعب والمقاومة على الساحات والجبهات العربية.
- كسر (الستاتيكو)القائم على الجبهة السورية في الجولان منذ عام1973 وإدخال المنطقة في مرحلة جديدة تتجه نحو الحرب وليس السلام.
- إمداد قوى المقاومة الفلسطينية بالزخم اللازم للتمسك بالثوابت ،ورفض التنازلات المفروضة.
إن ما جرى يوم15أيار يمثل (بروفة) أو مناورة مدنية شعبية لما ستكون عليه الجبهات في حال اشتعلت عسكريا ،وتم استبدال المتظاهرين السلميين بالجيوش والمقاومين، وإستبدال الحجارة بالصواريخ والأسلحة بعيدة المدى .
هل تشعل دماء شهداء 15أيار الجبهة العربية الإسرائيلية.... أم تخمد المؤامرات الخارجية الهادفة لإسقاط سوريا وحركات المقاومة والممانعة .
لقد بدأ الإرباك الإسرائيلي والأميركي، بعدما استوعب محور المقاومة (تسونامي) التخريب وإستغلال المطالب الإصلاحية.
والسؤال الدائم هل تشتعل الجبهات العربية ومتى...!؟؟.